الثلاثاء، 26 فبراير 2013

معلومات اضافية




إن الزواج هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية الفطرية.
وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة. فالإسلام يعترف بذلك الميل حقيقة واقعة،لا بد من مواجهتها بحلول واقعية إيجابية... هذه الحلول الواقعة هي تيسير الزواج،والمعاونة عليه، مع تصعيب السبل الأخرى للمباشرة الجنسية وإغلاقها نهائياً: يقول الله سبحانهالزواج هو الغاية النظيفة لهذا الميل الفطري. فيجب أن تزول العقبات من طريق الزواج، لتجري الحياةعلى طبيعتها وبساطتها. والعقبة المالية هي العقبة الأولى في طريق بناء البيوت، وتحصين النفوس.
والإسلام نظام متكامل، فهو لا يفرض العفة إلا وقد هيأ لها أسبابها، وجعلها ميسورة للأفراد الأسوياء. فلايلجأ إلى الفاحشة حينئذ إلا الذي يعدل عن الطريق النظيف الميسور عامداً غير مضطر.
لذلك يأمر الله الجماعة المسلمة أن تعين من يقف المال في طريقهم إلى النكاح الحلال: (وأنكحوا الأيامى منكم. والصالحين من عبادكم وإمائكم. ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله...(
وهذا أمر للجماعة بتزويجهم. والجمهور على أن الأمر هنا للندب. ودليلهم أنه قد وجد أيامى على عهد
رسول الله (ص) لم يزوجوا. ولو كان الأمر للوجوب لزوجهم. ونحن نرى أن الأمر للوجوب، لا بمعنى

أن يجبر الإمام الأيامى على الزواج، ولكن بمعنى أنه يتعين إعانة الراغبين منهم في الزواج، وتمكينهم من
الإحصان، بوصفه وسيلة من وسائل الوقاية العملية، وتطهير المجتمع من الفاحشة. وهو واجب. ووسيلة الواجب واجبة.
وينبغي أن نضع في حسابنا ـ مع هذا ـ أن الإسلام ـ بوصفه نظاماً متكاملاً ـيعالج الأوضاع الاقتصادية علاجاً أساسياً، فيجعل الأفراد الأسوياء قادرين على الكسب،وتحصيل الرزق، وعدم الحاجة إلى مساعدة بيت المال.
ولكنه في الأحوال الاستثنائية يلزم بيت المال ببعض الإعانات...
فالأصل في النظام الاقتصادي الإسلامي أن يستغني كل فرد بدخله.
وهو يجعل تيسير العمل وكفاية الأجر حقاً على الدولة واجباً للأفراد.
أما الإعانة من بيت المال فهي حالة استثنائيةلا يقوم عليها النظام الاقتصادي في الإسلام.
فإذا وجد في المجتمع الإسلامي ـ بعد ذلك ـ أيامى من فقراء وفقيرات،تعجز مواردهم الخاصة عن الزواج، فعلى الجماعة أن تزوجهم.
وكذلك العبيد والإماء غير أن هؤلاء يلتزم أولياؤهم بأمرهم ما داموا قادرين.
ولا يجوز أن يقوم الفقر عائقاً عن التزويج ـ
متى كانوا صالحين للزواج راغبين فيه رجالاً ونساء ـفالرزق بيد الله. وقد تكفل الله بإغنائهم،وفي انتظار قيام الجماعة بتزويج الأيامى يأمرهم بالاستعفافوالله لا يضيق على من يبتغي العفة، وهو يعلم نيته وصلاحه.
وهكذا يواجه الإسلام المشكلة مواجهة عملية،فيهيئ لكل فرد صالح للزواج أن يتزوج، ولو كان عاجزاً من ناحية المال،والمال هو العقبة الكؤود غالباً في طريق الإحصان.
ولما كان وجود الرقيق في الجماعة من شأنه أن يساعد على هبوط المستوى الخلقي،وأن يعين على الترخص والإباحية بحكم ضعف حساسية الرقيق بالكرامة الإنسانية.


وكان وجود الرقيق ضرورة إذ ذاك لمقابلة أعداء الإسلام بمثل ما يعاملون به أسرى المسلمين.
لما كان الأمر كذلك عمل الإسلام على التخلص من الأرقاء كلما واتت الفرصة.
احتراف بعض الرقيق للبغاء.
وكان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني،وجعل عليها ضريبة يأخذها منها ـوهذا هو البغاء في صورته التي ما تزال معروفة حتى اليوم ـفلما أراد الاسلام تطهير البيئة الإسلامية حرم الزنا بصفة عامة،

ـ ابتغاء المال الرخيص كان جزءاً من خطة القرآن في تطهير البيئة الاسلامية،
وإغلاق السبل القذرة للتصريف الجنسي. ذلك أن وجود البغاء يغري الكثيرين لسهولته،
ولو لم يجدوه لانصرفوا إلى طلب هذه المتعة في محلها الكريم النظيف